تحديث :
معاً نتعرف على فضائل ذكر الله عزَ وجلَ..
أدخل إلى رقائق في دقائق ..وتعرف معنا ..
معاً نعبد الله كما يحب ربنا ويرضى ..
..............................................................................
إستيقظت أمل من نومها على صوت بائع الجرائد الذي يوزع الجرائد كل يوم ويظل ينادي لمن يريد أن يعكر صفو يومه بمعرفة الأخبار..أخبار ..أهرام ..جمهورية..
للحظات أحست بالضيق من صوته المزعج وطريقته التي تجعلك تقررعدم شراء الجرائد للأبد..
للحظات أحست بالضيق من صوته المزعج وطريقته التي تجعلك تقررعدم شراء الجرائد للأبد..
و تذكرت أم محمد ..تلك المرأة العجوز التي ظلت لسنوات طويلة منذ سكنت هي في هذا الحي تنادي كل يوم ..أخبار ..أهرام ..جمهورية ..
ولكن بصوت مختلف عن هذا الشاب ..بصوت أنهكته الحياة بهمومها ومتاعبها ..ولكنه يجعلك تحبه ويشدك لأن تصحو من نومك لتشتري منها الجرائد ولتكون أول وجه تلتقيه وتبدأ به يومك...فوجهها بالرغم من علامات الزمن التي تركت آثارها عليه إلا أنه محتفظ بوداعة المرأة الريفية المصرية....
كانت تسمع من جيرانها أن زوجها أستشهد في حرب 67 ..وكانت وقتها شابة ..لاتملك من حطام الدنيا سوى شقة صغيرة في حي شعبي تعيش فيها وولد وإبنة تيتما على أيدي غادرة ..لا تعرف الرحمة ..
وظلت تلك المرأة توزع الجرائد لسنوات طويلة لتربي أبنائها حتى إختفت منذ عامين ..ولم تعد تعرف عنها شيئاً..
دار كل ذلك بخاطرها لدقائق ..ثم نفضت عنها الكسل وأسرعت لتحضير الإفطار لزوجها وأبنائها فقد كان اليوم هو يوم ذهابها معهم للنادي لأداء تمرينات الجودو التي ألحقتهم بها ..
وفي نشاط لبس الأولاد ملابسهم ..وتسابقوا نحو الباب ..عرض عليها زوجها أن يوصلهم للنادي في طريقه للعمل... ولكنها اليوم وعلى غير عادتها شكرته فلقد شعرت أنها تريد أن تسير مع الأولاد قليلاً..لتتنسم عبير الحرية بعيدا عن قيود ركوب السيارة والوقوف في إشارات المرور..
سارت وبجانبها أبنائها حتى وصلت إلى نهاية الشارع الذي تسكن فيه ..
كانت تسمع من جيرانها أن زوجها أستشهد في حرب 67 ..وكانت وقتها شابة ..لاتملك من حطام الدنيا سوى شقة صغيرة في حي شعبي تعيش فيها وولد وإبنة تيتما على أيدي غادرة ..لا تعرف الرحمة ..
وظلت تلك المرأة توزع الجرائد لسنوات طويلة لتربي أبنائها حتى إختفت منذ عامين ..ولم تعد تعرف عنها شيئاً..
دار كل ذلك بخاطرها لدقائق ..ثم نفضت عنها الكسل وأسرعت لتحضير الإفطار لزوجها وأبنائها فقد كان اليوم هو يوم ذهابها معهم للنادي لأداء تمرينات الجودو التي ألحقتهم بها ..
وفي نشاط لبس الأولاد ملابسهم ..وتسابقوا نحو الباب ..عرض عليها زوجها أن يوصلهم للنادي في طريقه للعمل... ولكنها اليوم وعلى غير عادتها شكرته فلقد شعرت أنها تريد أن تسير مع الأولاد قليلاً..لتتنسم عبير الحرية بعيدا عن قيود ركوب السيارة والوقوف في إشارات المرور..
سارت وبجانبها أبنائها حتى وصلت إلى نهاية الشارع الذي تسكن فيه ..
وفجأة تسمرت نظراتها نحو إمرأة جالسة أمام كومة من الجرائد و المجلات عند ناصية الشارع ..
إنها تعرف هذا الوجه ..إنها أم محمد ..
فرحت للحظات فلقد كانت تحب تلك العجوز ..وتحب أن تبدأ يومها بشراء الجرائد منها ..
ولكن ماذا حدث لتلك العجوز ..وأين إختفت ولماذا رجعت مرة أخرى ....
كانت تجلس وبجانبها شابة في الثلاثينيات من عمرها تلتفح بالسواد ..
أسرعت الخطى لكي تسلم على أم محمد ..ولكنها عندما إقتربت منها ..وجدت وجهاً آخر غير الوجه الذي تعرفه ..
كانت تجلس وبجانبها شابة في الثلاثينيات من عمرها تلتفح بالسواد ..
أسرعت الخطى لكي تسلم على أم محمد ..ولكنها عندما إقتربت منها ..وجدت وجهاً آخر غير الوجه الذي تعرفه ..
وجهاً كله أسى وحزن ..فبالرغم من كل ما تعرضت له تلك المرأة طوال حياتها من مصاعب إلا أنها كانت تحتفظ بوجهها الصبوح الراضي بكل حال ..وبما قسمه الله لها ..ولم يكن على وجهها أبداً تلك النظرة الحزينة والمشوبة بالأسى والإنكسار ..
أم محمد ..إزيك يا ست يا طيبه ..
أهلاً يا ست هانم إزيك ..وإزاي الأستاذ والأولاد ..
الحمد لله بخير ..إنت كنت فين سنتين منعرفش عنك حاجه كده ..
الحمد لله يابنتي على كل حال ...
وإزاي إبنك وبنتك ..عاملين إيه ..أنا عارفه إنك جده من زمان ..إزاي أحفادك ..
لم تستطع أم محمد أن تحبس دموعها وأجهشت بالبكاء ..بكاءً حاراً ..بكاء أم ملتاعة ..وأخذت الشابة التي بجانبها تهدأ من روعها وما إن لبست هي الأخرى حتى أجهشت بالبكاء ..
إيه إللي حصل يا أم محمد ..ليه كده ..خير ..
محمد يا ست هانم غرق في العباره إللي غرقت من مده ..
يا خبر زي بعضه ..هو كان راكب فيها ..
آه يابنتي ..بعد ما ضاق الحال بيه هنا ومفيش شغل والرزق ضيق زي ما حضرتك عارفه ..
أم محمد ..إزيك يا ست يا طيبه ..
أهلاً يا ست هانم إزيك ..وإزاي الأستاذ والأولاد ..
الحمد لله بخير ..إنت كنت فين سنتين منعرفش عنك حاجه كده ..
الحمد لله يابنتي على كل حال ...
وإزاي إبنك وبنتك ..عاملين إيه ..أنا عارفه إنك جده من زمان ..إزاي أحفادك ..
لم تستطع أم محمد أن تحبس دموعها وأجهشت بالبكاء ..بكاءً حاراً ..بكاء أم ملتاعة ..وأخذت الشابة التي بجانبها تهدأ من روعها وما إن لبست هي الأخرى حتى أجهشت بالبكاء ..
إيه إللي حصل يا أم محمد ..ليه كده ..خير ..
محمد يا ست هانم غرق في العباره إللي غرقت من مده ..
يا خبر زي بعضه ..هو كان راكب فيها ..
آه يابنتي ..بعد ما ضاق الحال بيه هنا ومفيش شغل والرزق ضيق زي ما حضرتك عارفه ..
وهو عنده تلات عيال ..قال أسافر لأي بلد أشوف رزقي ..
وسافر السعوديه يابنتي وكان فرحان قوي علشان رايح عند الرسول عليه الصلاة والسلام ...
ووعدني إنه هيخليني أعمل عمره ..
وأول ما عمل قرشين كان جاي علشان يشوفني ويشوف مراته والعيال..ملحقش يابنتي ..غرق في الطريق ..
لا إله إلا الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..شدي حيلك يا أم محمد ..ربنا يعوض عليك ..
يعوض علي إزاي يا ست هانم ..وإللي موته أخد براءه ..
وهنا تجهش أم محمد بالبكاء مرة أخرى ولكن بحرقة شديدة ..وتدعو على من كان سبباً في موت إبنها الوحيد ..والذي كان سندها في الدنيا ..
معلش يا أم محمد...إحتسبيه عند الله ..
إحتسبته يا بنتي من ساعة الحادثه عند الله ..لكن حكم البراءه إللي برأ الكل ده ولع النار في قلبي من تاني ..آل مش عارفين سبب الوفاه آل ..شفت يا بنتي الكارثه ..ده كلام ناس عاقلين ...
يا أم محمد ممكن الناس تفلت من عقاب الدنيا لكن عقاب الآخرة محدش بيفلت منه ..
لينا رب إسمه الكريم يابنتي ..
بس إنت إيه إللي رجعك وكنت فين ..
أنا أصلي بعد إللي حصل أخدتني بنتي علشان أعيش عنده في بلدنا ..لكني بصراحه مقدرتش أبعد عن المكان إللي عشت فيه عمري كله وعن ولاد إبني الله يرحمه ما بقاش ليهم حد غيري ..
وأشارت إلى الشابة الجالسة بجانبها ..
ما هي دي مرات إبني ..قلت أنا وهي نقعد هنا في وسط حبايبنا ورزقنا على الله ..
ربنا يكرمكم ..
أخذت امل عدة جرائد وبعض المجلات ..وأخرجت من حقيبتها مبلغاً يزيد على ثمن تلك الجرائد والمجلات بكثير ..وأعطته لأم محمد ..
نظرت أم محمد في المال ..وقبل أن تنطق ..قالت أمل ..ده علشان أولاد محمد ..
وسارت في طريقها وهي تسمع دعاء أم محمد لها ..ولزوجها ولأولادها ..أن يحفظهم الله من كل سوء ..نعم هذا ما تريده أمل أن تسمع هذه الدعوة ..
تنبهت على صوت إبنها وهو يقول : ماما ماما ..إحنا إتأخرنا على تدريبات الجودو ..المدرب هيزعق لنا ..
خلاص يا حبيبي إنتم مش ها تروحوا التمرين ده ..
ليه يا ماما..إحنا لسه بدأنا علشان منروحش ..
هتشتركوا في حاجه تانيه ..
في إيه ..هو في حاجه تانيه أهم من إننا نعرف ندافع عن نفسنا ..
آه في ..هتشتركوا في السباحه ..لازم تكونوا بتعوموا كويس ..وكويس جداً كمان ..محدش عارف بكره في إيه ..
ربنا يحفظكم يا ولادي ...
لا إله إلا الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..شدي حيلك يا أم محمد ..ربنا يعوض عليك ..
يعوض علي إزاي يا ست هانم ..وإللي موته أخد براءه ..
وهنا تجهش أم محمد بالبكاء مرة أخرى ولكن بحرقة شديدة ..وتدعو على من كان سبباً في موت إبنها الوحيد ..والذي كان سندها في الدنيا ..
معلش يا أم محمد...إحتسبيه عند الله ..
إحتسبته يا بنتي من ساعة الحادثه عند الله ..لكن حكم البراءه إللي برأ الكل ده ولع النار في قلبي من تاني ..آل مش عارفين سبب الوفاه آل ..شفت يا بنتي الكارثه ..ده كلام ناس عاقلين ...
يا أم محمد ممكن الناس تفلت من عقاب الدنيا لكن عقاب الآخرة محدش بيفلت منه ..
لينا رب إسمه الكريم يابنتي ..
بس إنت إيه إللي رجعك وكنت فين ..
أنا أصلي بعد إللي حصل أخدتني بنتي علشان أعيش عنده في بلدنا ..لكني بصراحه مقدرتش أبعد عن المكان إللي عشت فيه عمري كله وعن ولاد إبني الله يرحمه ما بقاش ليهم حد غيري ..
وأشارت إلى الشابة الجالسة بجانبها ..
ما هي دي مرات إبني ..قلت أنا وهي نقعد هنا في وسط حبايبنا ورزقنا على الله ..
ربنا يكرمكم ..
أخذت امل عدة جرائد وبعض المجلات ..وأخرجت من حقيبتها مبلغاً يزيد على ثمن تلك الجرائد والمجلات بكثير ..وأعطته لأم محمد ..
نظرت أم محمد في المال ..وقبل أن تنطق ..قالت أمل ..ده علشان أولاد محمد ..
وسارت في طريقها وهي تسمع دعاء أم محمد لها ..ولزوجها ولأولادها ..أن يحفظهم الله من كل سوء ..نعم هذا ما تريده أمل أن تسمع هذه الدعوة ..
تنبهت على صوت إبنها وهو يقول : ماما ماما ..إحنا إتأخرنا على تدريبات الجودو ..المدرب هيزعق لنا ..
خلاص يا حبيبي إنتم مش ها تروحوا التمرين ده ..
ليه يا ماما..إحنا لسه بدأنا علشان منروحش ..
هتشتركوا في حاجه تانيه ..
في إيه ..هو في حاجه تانيه أهم من إننا نعرف ندافع عن نفسنا ..
آه في ..هتشتركوا في السباحه ..لازم تكونوا بتعوموا كويس ..وكويس جداً كمان ..محدش عارف بكره في إيه ..
ربنا يحفظكم يا ولادي ...