الجمعة، 29 أغسطس 2008

المشروع المثمر لليوم الواحد في رمضان.


أخي المسلم ..اختي المسلمه...أقدم لكم مشروع مثمروفعال لقضاء كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك عسى الله أن ينفعنا بأيامه ويظلنا برحمته ويعتقنا فيه من النار ...آمين
· قبل الفجر:
1. الإستيقاظ مبكرا قبل الفجر مع دعاء الإستيقاظ.
2. إستعمال السواك والوضوء مع دعاء الوضوء.
3. صلاة التهجد.
4. الدعاء والإكثار من الإستغفار فإنه وقت لإستجابة الدعاء (وبالأسحار هم يستغفرون )
5. السحور (وتسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه..
· عند آذان الفجر :
1. إجابة المؤذن والدعاء بعدها وفضله..مغفرة ما تقدم من الذنوب.
2. صلاة سنة الفجر.
3. صلاة الفجر والمكوث لأذكار الصباح حتى شروق الشمس.
4. صلاة ركعتي الضحى بعد شروق الشمس بربع ساعة .
5. النوم مع إحتساب النية الصالحة.
6. الإستيقاظ والذهاب للعمل أو القيام بالواجبات المنزلية ..مع إحتساب العمل لوجه الله تعالى.
· الظهر :
1. صلاة أربع ركعات سنة الظهر القبليه.
2. صلاة الظهر في وقتها ثم ركعتان سنة الظهر البعديه.
3. قراءة الورد اليومي (جزء من القرآن على الأقل ).
4. أخذ قسط من الراحة مع إحتساب النية الصالحة .
· العصر :
1. صلاة العصر في وقتها مع المحافظة على أربع ركعات قبلها .
2. قراءة أذكار المساء مع قراءة القرآن أو حفظ جزء معين منه.
3. تجهيز طعام الإفطار بالنسبة لربة المنزل مع الإكثار من الإستغفار والدعاء وذكر الله .
· المغرب :
1. الإنشغال بالدعاء قبل الغروب مع الدعاء للمسلمين بظهر الغيب .
2. ترديد الآذان والدعاء فإن دعوة الصائم لا ترد .
3. الإفطار على الرطب أو التمر وتراً تأسياً بنبينا الكريم عليه أفضل السلام ....مع الدعاء (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ,اللهم ذهب الظمأ وإبتلت العروق وثبت الأجر )
4. صلاة المغرب مع ركعتي السنة .
5. إحياء ما بين المغرب والعشاء بالذكر والدعاء أو الصلاة .
· العشاء :
1. صلاة العشاء في وقتها .
2. صلاة التراويح بجزء من القرآن .
3. تأخير صلاة الوتر لآخر الليل (إجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا )
4. برنامج مفتوح ( مذاكرة ,مطالعة ,قراءة قرآن أو حفظه ,مذاكرة للأولاد ,زيارة للأقارب ,عيادة مريض ,حضور درس ديني )
5. لا ننسى شكر الله على إتمام صيام اليوم .

فرص يجب إغتنامها في رمضان :
1. إستصحاب النية الصالحة في كل فعل وبذلك يتم تحويل العادة إلى عبادة .
2. المحافظة على الصلوات في أوقاتها مع السنن والنوافل مثل :ركعتي الوتر ,الضحى ,التهجد ,ركعتي سنة الوضوء .
3. إستغلال الوقت الواحد لأكثر من عبادة ,فمثلاًيمكن الإنشغال بالذكر والدعاء أثناء السير للمسجد أو أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو تجهيز الطعام .
4. المحافظة على الدعاء ما بين الآذان والإقامة فإنه مستجاب بإذن الله .
5. المحافظة على الأذكار بعد كل صلاة وخاصة قراءة آية الكرسي .
6. إتخاذ رمضان فرصة للتعود على أذكار الاحوال مثل : أذكار النوم ,الأكل ,الشرب ,دخول المنزل ,الخروج منه ,ركوب السيارة ,دخول الخلاء والخروج منه .
7. إتخاذ رمضان فرصة للتخلص من العادات السيئة مثل :التدخين , والنظر إلى ما يغضب الله على شاشات التلفزيون وفي الشوارع .
8. إقتناص فرص الخير كل يوم مثل :
§ إفطار صائم (من أفطر صائماً كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً ) رواه الترمذي .
§ الصدقة ,زيارة المريض ,زيارة الأقارب وصلة الرحم .
§ بر الوالدين والأهل ,الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
§ إبتسامة في وجه أخيك ,إماطة الأذى ,السواك .

نفعنا الله وإياكم ..ولا تنسونا بالدعاء.

الأحد، 17 أغسطس 2008

بالأحضان يا بـلادي


معكم متحدثتكم إيما من على متن الطائرة البويينج 707 المتجهة إلى القاهرة بعد غياب دام
أكثر من سنة ..على يميني عاصم ..وعلى يساري رامز ..وبجانبه أبو البنين ..أما زياد فعلى الجن
الجانب الآخر عامل فيها راجل وقعد لوحده ..
إللي عايز يضحك يقعد جنب عاصم ..طول الوقت بيرسم خطته طول الأجازه ...
وكل شويه يقول ..يا خبر أبيض ده تيته هتقطعني من البوس ...
وإللي عايز دماغه توجعه من الأسئله والمناقشات يقعد جنب زياد ..الراجل الغلبان إللي
أسعده حظه وكان مكانه جنبه أكيد جاله صداع ..غلبان والله ..
أما بقى إللي عايز يتبهدل من الشقاوه والعفرته فيقعد جنب رامز باشا ..هيقع عليه شاي ..وإحتمال مهلبيه ...وعصير ميضرش...كل ده وأبو البنين نايم..أو عامل نفسه نايم ...
..............................................................................................
كل البنات والستات القمرات خارجين من مطار السعوديه زي الفل ...حجاب إيه ..
وعبايات إيه...أي نعم عبايات شفتشي حبتين ...المهم إن مفيش حاجه كده ولا كده ..
وفي الطياره كان ورايا طقم عبايات جميل ..وفجأه بلتفت ورايا بعد وصولنا لمطار القاهره
و ياريتني ما إلتفت طقم العبايات إتحول بقدرة قادر لطقم استرتشات وبديهات وألوانات....وكأننا وصلنا لبلد العري والفسوق ..اللهم ارحمنا..
إللي بيضايقني هو الكذب على النفس وخداعها ..
عجبني جدا بنات صغيرين في الثانويه العامه ..كانوا خارجين من مطار جده بدون عبايات بلبسهم وحجابهم العادي وإللي بيلبسوه في مصر..ومع صغر سنهم إلا إنهم صادقين مع نفسهم ..
.................................................................................................
في إنتظار وصول الشنط ...نفسي توصل بسرعه علشان أطلع بسرعه وأحظن أمي وأبويا وكل إللي في إنتظاري ..علشان أحضن مصر كلها...
..................................................................................................
الرحله من جده للقاهره أخدت ساعه ونصف ...والرحله من المطار للبيت أخدت ساعه ونصف...سبحان الله .
.................................................................................................
زوجتك إبنتي......البكر الرشيد على الصداق المسمى بيننا
وأنا قبلت زواجها
كان ده مشهد كتب كتاب أخويا ...أكبر إخواتي الشباب ..كان مشهد جميل جداً..وطبعا الطبع النكدي إشتغل والدموع نزلت لما شفته عريس زي القمر..ربنا يبارك له في حياته وفي عروسته.
..................................................................................................
بعد سنه بعد عن مصر ووحده وتعب مع الأولاد قررنا نريح أعصابنا شويه في منتجع في العين السخنه ...وصلنا وعجبنا المكان جداً ومنينا نفسنا بكام يوم حلوين ..عدَا اليوم الاول والتاني بسلام
وكنت مبسوطه لأن مفيش في المكان بكيني ولا حاجات من دي ..اللهم بعض البكيني إللي سرعان ما إنزوى في مكان بعيد عن المحجبات والمنقبات الوحشين...والمايوهات الموجوده كلها شرعيه ..وبغض النظر عن موضوع شرعيه ده ..لكن ماشي..
لكن يا فرحه ما تمت في اليوم التالت والاولاد لسه نازلين البسين فوجئنا إن سعادتي ممنوعه من الجلوس على البسين ...وطبعا مش علشان مطلوبه من جهات أمنيه ..لكن علشان سيادتي منقبه
والمنقبات ممنوعين من التواجد على البسين لأن ده مظهر غير حضاري...تصوروا الحجاب بقى مظهر غير حظاري ..والبكيني هو المظهر الحضاري....وبعد السؤال عن السبب إتضح إن
مجلس الإداره إجتمع وقرر القرار العظيم ده ..والأدهى من كده إن القرار ده كان بناءً على شكوى من نزلاء مصريين مش أجانب لكنهم تبع حزب البكيني..حسبي الله ونعم الوكيل
وطبعاً أبو البنين سمع الكلام ده ..والعرق الصعيدي ظهر ..وإعتبرها إهانه إنهم يحددوا إقامتنا بسبب نقابي وقرر الرحيل فوراً ..بعد وصله من التبكيت في الإداره ومجلس الإداره ...
في الحقيقه تصورت إن الأولاد هيضايقوا على أجازتهم إللي ما كملتش ..لكني فوجئت برد فعل عجيب منهم ....فوجئت بهتافات تحيه لوالدهم ..وكأنه مرشح نفسه لمجلس الشعب
جدع يابابا...راجل يا بابا ...بينا على مصر يا بابا ...
سبحان الله على بلدنا ....ولا كأننا في أمريكا.

تحديث

على مدونة فرنسا والرايق إتنشرت لي تدوينه ضاحكه ياريت تشرفوني هناك يمكن أقدر أرسم البسمه على وجوهكم...التدوينه بعنوان شبكة الهنا

http://faransaraayek.blogspot.com/




الأحد، 10 أغسطس 2008

صديقتي ...والنت


قرأت تدونه جميله أعجبتني للأستاذ أحمد كمال صاحب مدونة رحايا العمر بعنوان رأي الناس ..وكان بيقول فيها إن الناس بتاخد الأمور بمظاهرها....وتزامن مع قراءتي لها حدوث موقف يدل على الكلام ده فعلاً ..هحكي الموقف أولاً وبعد كده هقول رأي ...مجرد رأي ...لكل زوجه ولكل زوج ..
في أخت إتعرفت عليها هنا في السعوديه..وقت ما إتعرفت عليها كانت لسه عروسه جديده..يعني جديده على الحياة الزوجيه ..وإللي تعرف عنها حاجات بسيطه جداً ..مش عارفه العيب في مين بالضبط لكن هو ده حالها ..والفتره إللي فاتت ..طبعاً هي دلوقت معاها طفلين صغيرين ..كانت كلها شكوى من زوجها وتصرفاته معاها ..وإنه مش رومانسي ..وإنه عصبي وخاصة لما بيكون عنده مشكله في شغله ..طيب ما إنت عارفه السبب أهو ..إستحملي يا ست شويه وعديها ..لكن لأ ..تعدي ليه ..وكمان مش بيقولها كلام حلو لما بيرجع من شغله ..وغلبت أقنعها إن أي راجل لما بيرجع من شغله بيبقى عايز يحط همه في أي حد وإن الأحسن إن هي إللي تقول كلام حلو ومتستناش أبداً ..أبداً المعامله بالمثل في الوقت ده.... وهو لما يروق هيقولها كل إللي نفسها في ..لكن تقول لمين ..راسها وألف سيف إنه هو إللي لازم يتغير ...عبيطه دي ولا إيه ..بصراحه قلتلها كده ..علشان ده عشم إبليس في الجنه ..المهم إني حاولت كتير معاها أوضح لها إن كل شكواها من زوجها فيها حاجات أساسيه تقريباً في رجاله كتير ..وإن حظها مش وحش ولا حاجه وإن كل الموضوع إنها محتاجه وقت وهو كمان محتاج وقت علشان يفهموا طباع بعض ..وخاصة إنهم إتجوزوا جواز صالونات وجت معاه السعوديه بسرعه من غير فترة خطوبه ..وحتى فترة وجودها في السعوديه معاه بسيطه لأنها كل شويه تنزل مصر بحجة إنها تعبانه من الحمل ..يعني ما فيش وقت كافي علشان يفهموا بعض ..كل ده كان حواري معاها ..وشويه شويه بدأت تحس إنها فعلاً مش عارفه حاجات كتير ..
لكن المشكله إنها كانت مش بتصدقني لما بقولها إن مشاكل كتير من إللي بتقولها بتحصل مع كل المتزوجين ..ومفيش حياة من غير مشاكل ..مستحيله ..بس شطارتنا إحنا بقى في حلها ..وفي الطريقه إللي بنستعملها ..وإني أنا شخصياً وأبو البنين بتحصل بنا حاجات كتير من مشاكلها ..لكني فوجئت بيها متصوره عكس ده تماما ..وقالتلي أنا شايفه إنكم متفاهمين ..وسعداء ..طبعا فهمتها إن التفاهم والسعادة لا تتنافى أبدا مع وجود بعض الإختلافات إللي بتعمل مشاكل ..لحد هنا والموضوع كان ماشي كويس والمناقشات بيني وبينها عال العال ..لكنها قالت حاجه تموت من الضحك ..قالت لي ..فاكره رمضان إللي فات لما خرجنا مع بعض كنتم مبسوطين إزاي ومتفاهمين ..إحنا ليه مش كده ..طبعا أنا سمعت الكلام ده كنت هقع من كتر الضحك ...لأن في اليوم ده بالذات كنا دابين خناقه بدأت أحداثها من قبل الفطار وإحنا في الطريق ..وإستمرت لحد السحور ..وطبعا ما حدش أخد باله من الكبسه إللي أنا كنت فيها لأني تغاضيت عن المناقشه إللي ضايقتني ..وكمان أبو البنين محبش يكملها نكد وإتكلمنا كويس وهزرنا كمان ..لكن بعد الفطار الجميل معاهم ..وفي الطريق إكتشفت إن أبو البنين مصمم على إللي في دماغه ..إحتمال يكون من باب أنا الراجل وأعمل إللي أنا عايزه ..وطبعا كبرت في دماغي أنا كمان وهاتك يا مناقشات ..بس كانت حاميه شويه ..قصدي شويتين ...ومع إن الشياطين بتكون متسلسله في رمضان ..إلا إنها في اليوم ده كانت فكه القيود على الآخر ..المهم إنها إنتهت نهايه كويسه..والموضوع موصلش للمأذون ولا حاجه ..والحمد لله.
وطبعا الصديقه العزيزه ما كنتش مصدقاني ..لأنها أخدت الأمور بظواهرها ..
إلا إن من يومين زادت الخلافات بينها وبين زوجها وطلبت مني ومن أبو البنين التدخل ..وجلسنا معهم لنصلح ذات البين ...زي ما بيقولوا...وفوجئت إن زوجها هو كمان واخد الأمور بظواهرها وبيبص لصحبه الفلاني إللي مراته مهنياه ..ولصحبه العلاني إللي بيتكلم مع زوجته بالساعات على النت وهي في مصر ...وووووووأمثله كتير لحاجات هي مش بتعملها ..يعني عايزها تعمل إللي عشر ستات بيعملوه ..متجوز كوكتيل حضرته ..مقولناش حاجه ..أي نعم المفروض الست تبقى متجدده دايما وتعمل كل حاجه حلوه ترضي الزوج ..لكن مش يبقى مجرد تقليد لكل واحده من إللي ساعته بيشوفهم ...دي تبقى عيشة إيه دي ..وطول القعده سيادته يكرر إنه مش قادر بيحس بصداقه معاها ..مش قادره أفهمها الحكايه دي لحد دلوقت ..طيب وإتجوزها ليه ..كل ده علشان مش بتكلمه بالساعات ع النت من مصر ...لا حول ولا قوة إلا بالله ..بصراحه لولا إني متربيه وبنت ناس كنت مسكت في زمارة رقبته ..من غيظي .. وطبعا أبو البنين هو كمان إتكلم معاه ..علشان يعقله ..وضرب أمثله للمشاكل إللي ممكن تحصل بينا ..وذكر منها إللي حصل في رمضان ..وساعتها صدقت الصديقه العزيزه كلامي ..وعرفت إني مش بقولها كده علشان أهديها ..
المهم إن الأمن مستتب بينهم دلوقت ..وربنا يستر ..
عايزه أقول من الحكايه دي إن الناس ممكن تهدم حياتها لأنها بتشوف إللي حواليها من الظاهر فقط ..وبيبدؤوا يبنوا حياتهم على رؤيتهم الغلط دي ..
يعني الزوجه شايفه كل الرجاله حلوين إلا زوجها ..وهو كمان شايف كل الستات حلوين وزي الفل مع أزواجهم إلا زوجته ..ومفيش حد فيهم حاول يشوف الحلو في الإنسان إللي معاه ..
ياريت كلنا ما ناخدش الأمور بظواهرها...وربنا يهدينا كلنا...











السبت، 2 أغسطس 2008

أم محمد ..والعبَــاره

تحديث :
معاً نتعرف على فضائل ذكر الله عزَ وجلَ..
أدخل إلى رقائق في دقائق ..وتعرف معنا ..
معاً نعبد الله كما يحب ربنا ويرضى ..
..............................................................................
إستيقظت أمل من نومها على صوت بائع الجرائد الذي يوزع الجرائد كل يوم ويظل ينادي لمن يريد أن يعكر صفو يومه بمعرفة الأخبار..أخبار ..أهرام ..جمهورية..
للحظات أحست بالضيق من صوته المزعج وطريقته التي تجعلك تقررعدم شراء الجرائد للأبد..
و تذكرت أم محمد ..تلك المرأة العجوز التي ظلت لسنوات طويلة منذ سكنت هي في هذا الحي تنادي كل يوم ..أخبار ..أهرام ..جمهورية ..
ولكن بصوت مختلف عن هذا الشاب ..بصوت أنهكته الحياة بهمومها ومتاعبها ..ولكنه يجعلك تحبه ويشدك لأن تصحو من نومك لتشتري منها الجرائد ولتكون أول وجه تلتقيه وتبدأ به يومك...فوجهها بالرغم من علامات الزمن التي تركت آثارها عليه إلا أنه محتفظ بوداعة المرأة الريفية المصرية....
كانت تسمع من جيرانها أن زوجها أستشهد في حرب 67 ..وكانت وقتها شابة ..لاتملك من حطام الدنيا سوى شقة صغيرة في حي شعبي تعيش فيها وولد وإبنة تيتما على أيدي غادرة ..لا تعرف الرحمة ..
وظلت تلك المرأة توزع الجرائد لسنوات طويلة لتربي أبنائها حتى إختفت منذ عامين ..ولم تعد تعرف عنها شيئاً..
دار كل ذلك بخاطرها لدقائق ..ثم نفضت عنها الكسل وأسرعت لتحضير الإفطار لزوجها وأبنائها فقد كان اليوم هو يوم ذهابها معهم للنادي لأداء تمرينات الجودو التي ألحقتهم بها ..
وفي نشاط لبس الأولاد ملابسهم ..وتسابقوا نحو الباب ..عرض عليها زوجها أن يوصلهم للنادي في طريقه للعمل... ولكنها اليوم وعلى غير عادتها شكرته فلقد شعرت أنها تريد أن تسير مع الأولاد قليلاً..لتتنسم عبير الحرية بعيدا عن قيود ركوب السيارة والوقوف في إشارات المرور..
سارت وبجانبها أبنائها حتى وصلت إلى نهاية الشارع الذي تسكن فيه ..
وفجأة تسمرت نظراتها نحو إمرأة جالسة أمام كومة من الجرائد و المجلات عند ناصية الشارع ..
إنها تعرف هذا الوجه ..إنها أم محمد ..
فرحت للحظات فلقد كانت تحب تلك العجوز ..وتحب أن تبدأ يومها بشراء الجرائد منها ..
ولكن ماذا حدث لتلك العجوز ..وأين إختفت ولماذا رجعت مرة أخرى ....
كانت تجلس وبجانبها شابة في الثلاثينيات من عمرها تلتفح بالسواد ..
أسرعت الخطى لكي تسلم على أم محمد ..ولكنها عندما إقتربت منها ..وجدت وجهاً آخر غير الوجه الذي تعرفه ..
وجهاً كله أسى وحزن ..فبالرغم من كل ما تعرضت له تلك المرأة طوال حياتها من مصاعب إلا أنها كانت تحتفظ بوجهها الصبوح الراضي بكل حال ..وبما قسمه الله لها ..ولم يكن على وجهها أبداً تلك النظرة الحزينة والمشوبة بالأسى والإنكسار ..
أم محمد ..إزيك يا ست يا طيبه ..
أهلاً يا ست هانم إزيك ..وإزاي الأستاذ والأولاد ..
الحمد لله بخير ..إنت كنت فين سنتين منعرفش عنك حاجه كده ..
الحمد لله يابنتي على كل حال ...
وإزاي إبنك وبنتك ..عاملين إيه ..أنا عارفه إنك جده من زمان ..إزاي أحفادك ..
لم تستطع أم محمد أن تحبس دموعها وأجهشت بالبكاء ..بكاءً حاراً ..بكاء أم ملتاعة ..وأخذت الشابة التي بجانبها تهدأ من روعها وما إن لبست هي الأخرى حتى أجهشت بالبكاء ..
إيه إللي حصل يا أم محمد ..ليه كده ..خير ..
محمد يا ست هانم غرق في العباره إللي غرقت من مده ..
يا خبر زي بعضه ..هو كان راكب فيها ..
آه يابنتي ..بعد ما ضاق الحال بيه هنا ومفيش شغل والرزق ضيق زي ما حضرتك عارفه ..
وهو عنده تلات عيال ..قال أسافر لأي بلد أشوف رزقي ..
وسافر السعوديه يابنتي وكان فرحان قوي علشان رايح عند الرسول عليه الصلاة والسلام ...
ووعدني إنه هيخليني أعمل عمره ..
وأول ما عمل قرشين كان جاي علشان يشوفني ويشوف مراته والعيال..ملحقش يابنتي ..غرق في الطريق ..
لا إله إلا الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..شدي حيلك يا أم محمد ..ربنا يعوض عليك ..
يعوض علي إزاي يا ست هانم ..وإللي موته أخد براءه ..
وهنا تجهش أم محمد بالبكاء مرة أخرى ولكن بحرقة شديدة ..وتدعو على من كان سبباً في موت إبنها الوحيد ..والذي كان سندها في الدنيا ..
معلش يا أم محمد...إحتسبيه عند الله ..
إحتسبته يا بنتي من ساعة الحادثه عند الله ..لكن حكم البراءه إللي برأ الكل ده ولع النار في قلبي من تاني ..آل مش عارفين سبب الوفاه آل ..شفت يا بنتي الكارثه ..ده كلام ناس عاقلين ...
يا أم محمد ممكن الناس تفلت من عقاب الدنيا لكن عقاب الآخرة محدش بيفلت منه ..
لينا رب إسمه الكريم يابنتي ..
بس إنت إيه إللي رجعك وكنت فين ..
أنا أصلي بعد إللي حصل أخدتني بنتي علشان أعيش عنده في بلدنا ..لكني بصراحه مقدرتش أبعد عن المكان إللي عشت فيه عمري كله وعن ولاد إبني الله يرحمه ما بقاش ليهم حد غيري ..
وأشارت إلى الشابة الجالسة بجانبها ..
ما هي دي مرات إبني ..قلت أنا وهي نقعد هنا في وسط حبايبنا ورزقنا على الله ..
ربنا يكرمكم ..
أخذت امل عدة جرائد وبعض المجلات ..وأخرجت من حقيبتها مبلغاً يزيد على ثمن تلك الجرائد والمجلات بكثير ..وأعطته لأم محمد ..
نظرت أم محمد في المال ..وقبل أن تنطق ..قالت أمل ..ده علشان أولاد محمد ..
وسارت في طريقها وهي تسمع دعاء أم محمد لها ..ولزوجها ولأولادها ..أن يحفظهم الله من كل سوء ..نعم هذا ما تريده أمل أن تسمع هذه الدعوة ..
تنبهت على صوت إبنها وهو يقول : ماما ماما ..إحنا إتأخرنا على تدريبات الجودو ..المدرب هيزعق لنا ..
خلاص يا حبيبي إنتم مش ها تروحوا التمرين ده ..
ليه يا ماما..إحنا لسه بدأنا علشان منروحش ..
هتشتركوا في حاجه تانيه ..
في إيه ..هو في حاجه تانيه أهم من إننا نعرف ندافع عن نفسنا ..
آه في ..هتشتركوا في السباحه ..لازم تكونوا بتعوموا كويس ..وكويس جداً كمان ..محدش عارف بكره في إيه ..
ربنا يحفظكم يا ولادي ...