السبت، 31 يناير 2009

يوميات طبيبة شابة ..مدونة جديدة


ميلاد جديد لأمل

على صوت بائع الجرائد الصغير استيقظت أمل ..نظرت عبر النافذة المغطاة بالستائر الحريرية..أدركت أن الوقت لا يزال باكرا ..
لم تنم ساعات كثيرة ..فالقلق كان يشوب ليلتها ..
ولكنها كانت تشعر بنشاط يدب في جسدها ..
فتحت نافذتها ..استنشقت نسمات الصباح الباردة المغلفة برائحة الخضرة والزهور..والتي يتميز بها الجو في شهر مارس ..
إنه اليوم الأول للدكتوره أمل في سنة الإمتياز ..اليوم الأول لتصبح طبيبة
كانت تشعر بسعادة غامرة ..يشوبها القلق ..الترقب ..لم تكن تعرف كنه ما تشعر به ..ولكنها كانت تدرك أنه يوم مختلف ..فالجو اليوم أجمل ..والشمس ساطعة ..والسماء أكثر صفاءً
ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة وهي ترتدي البالطو الأبيض ..لم تكن المرة الأولى التي ترتديه فيها ..ولكنه اليوم له معنأً أعمق ورونق خاص في نفسها ...
أسرعت الخطى لتطير إلى المستشفى تودعها دعوات والديها ..ونظرات الفرح تحيطها ..
اقتربت من المستشفى ..تسارعت دقات قلبها ..كما لو كانت مقبلة على إمتحان عسير ..توقفت أمام المستشفى لتلقي نظرة على اللافتة الكبيرة التي غطت الجزء العلوي للباب الرئيسي ..والتي كتب عليها إسم المستشفى ..
تذكرت نصيحة زملائها ممن سبقوها ..أن يكون إمتيازها خارج القصر العيني لتتمكن من حضور التخصص الذي تحبه كما تشاء بدون التقيد بالقسم الذي تعمل به ..فلقد كانت نصيحتهم أن تحضر عيادتها في مواعيد العمل الرسمية ثم تكمل يومها في القسم الذي تريد التخصص فيه ..وكانت هي تتأرجح بين تخصص أمراض النساءوالولادة ..وبين الأمراض الجلدية ..وكانت تريد أن تتعلمهما بإتقان كعادتها ..
دخلت المستشفى ..وبدأ ميلاد جديد لأمل

النائب الإداري

إنه الإجتماع الأول لطلبة الإمتياز بالمستشفى ..أخبرتهم الموظفة المختصة بأن النائب الإداري سيجتمع بهم الساعة الثامنة في غرفة مجاورة ..وعليهم الإنتظار ..طال إنتظارهم حتى الساعة التاسعة ..
أخيرا وصل رجل طويل ..نحيل ...يلبس نظارات تعكس عينيه الصغيرتين..ويرتدي بالطو المفترض أنه أبيض ..يكتشف من يراه للوهلة الأولى أنه لا يلقي بالا لهندامه كثيراً ..
ألقى عليهم نظرة فاحصة من تحت نظارته ..وبدأ في حديثه معهم ..
..أنا دكتور سعيد ..النائب الإداري هنا ..والمسؤول عن دكاترة الإمتياز ..
الإمضا هتكون الساعة 8 ..بعد كده مفيش إمضا ..أنا مش بكره حاجه في حياتي زي الـتأخير 
بدأ الجميع في محاولة إخفاء ضحكاتهم ..
الحاجه التانيه ..عايز إلتزام كل واحد يلتزم بالقسم إللي نازل في الجدول ..ويلتزم بموعد النوبتجية
والأهم من ده كله مش عايز أشوف إمضتكم الكريمه على أي روشته أو تذكرة دخول مريض ..أو أي ورقه رسميه في المستشفى ..لأن دي مسؤوليه ..وإنتم لسه مش قد المسؤولية دي ..
هبطت هذه الكلمات على أمل هبوط الصاعقة ..
يعني إيه مش قد المسؤوليه ..سبع سنين في طب ..ويوم ما أكون دكتوره بجد يقولي مش قد المسؤوليه ..
هكذا أخذت تحدث نفسها ..وهي ترمق ذلك الطبيب المتعالي ..الذي كتِب عليها أن تكون تحت إدارته إلى نهاية إمتيازها ..
أنهى الدكتور سعيد كلامه ..أسرع الخطى خارج الحجرة تشيعه نظرات الدكتوره أمل ..التي أدركت أنها لن تتفق مع هذا الرجل ..

تابعوا اليوميات من هنا