السبت، 12 يوليو 2008

الوجه الآخـــر للغربه

من شهرين وانا بعاني من آلام شديدة وتقرر إجراء عملية ولكني أجلتها لبعد إنتهاء الأولاد من الإمتحانات ..وأول ما خلصوا إمتحاناتهم سلمت نفسي لمشرط الجراح يقطع زي ما هو عايز يمكن ده يزيل الألم ..طبعا كنت متخوفه من كوني في غربتي وحدي لكني توكلت على الله وعملتها وعندي يقين إن ربنا ما بينساش حد ودايماً معانا ..وفي الحقيقة شفت في محنتي جانب مشرق في الغربه إداني بصيص من نور ...شفت إهتمام ورعاية وحب من كل إللي موجودين في المستشفى إبتداءً من الدكتور إللي عملي العملية ..حقيقي إنسان ذوق ..ذوق ..ذوق ..تتعب من قولت ذوق ..وطبعا الذوق ده كله مصري الصنع ..متابعه باستمرار ..وتعليمات من آن لآخر ..وإطمئنان على حالة الجرح ..وكمان سؤال على الأولاد إللي كانوا لوحدهم في البيت ..لدرجة إنه كان عايز يعملهم صينية مكرونه وكمان بالباشميل..أصله ميعرفش إني أروبه وكنت عامله أكل كتير في الثلاجه ...المهم التصرف نفسه ..حقيقي ذوق ..هما دول ولاد البلد..
وكمان الدكتوره ناديه أخصائية أمراض النسا في المستشفى...ست زي النسمه ..وطيبه كده .. دخلت معايا غرفة العمليات ..أصل أختكم مع إنها دكتوره إلا إنها لحد موضوع العمليات ده وبتبقى جبانه جداً..وفي الحقيقه وجود الدكتوره ناديه طمني كتير ..لكن إللي خلاني مطمنه على الآخر وحاطه في بطني شادر بطيخ صيفي هو وجود أبو البنين معايا....عيني فضلت متسمره عليه لحد ما رحت في سابع نومه....
والدكتوره ياسمين..دكتورة الأسنان إللي زي البسكوته حاجه كده زي القطط ..وهتتجوز قريب جداً ربنا يسعدها..
وكمان ربنا رزقني بممرضه مصريه زي العسل جابت حالها ومحتالها وصممت تفضل معايا طول الليل ...وطبعا كعادة المصريين أكلت وداني رغي وحكايات طول الليل ..نسيتني إني عامله عملية من أصله...حقيقي المصريين دول زي العسل..
أما التمريض بقى فدول فاتنات الفلبين ..كل شويه واحده تقيس الضغط والحراره وتطبطب عليَه بكل رقه وعذوبه ..بصراحه ياريت الممرضات المصريات يتعلموا منهم الرقه دي ..حاجه تخلي الواحد يخف لوحده ..من غير أدوية .
وحتى العاملات كل شويه سؤال إذا كنت محتاجه حاجه..أو نفسي في حاجه ..حقيقي بقيت مش عارفه أعمل معاهم إيه..
وتاني يوم العمليه لقيت طابور من القمرات داخلين عليه..زي دخلت هلال العيد...كلهم لابسين بدل سوداء ..شغلت الفهامه إللي مش بتشتغل كتير.. وعرفت إن دول طبعاً طقم السكرتاريه والحسابات في المستشفى ..ولابسين كده لأن مدير المستشفى ..وهو أبو البنين ..موحد الزي في المستشفى من باب الشياكه.. وعلشان المرضى يعرفوا إن دول موظفات المستشفى ...أما سبب إختياره للون الأسود ده فأنا مش فهماه لحد دلوقت
...يمكن علشان يمنع الألوان والحركات والدندشه الزايده في اللبس..أصله مبيحبش الست في شغلها تزودها في لبسها ..المهم إنهم وهما لابسين الأسود برضوا زي القمر...
ده غير إني إتعرفت على زوجات دكاتره..ستات محترمات ..مكنتش أعرفهم قبل كده.
طبعا هتقولوا يا بخت من كان مدير المستشفى جوزه ..لكن في الحقيقه ...أنا عندي ميزه... إني بعرف أفرق بين الإنسان إللي بيعمل الحاجه مجامله وإللي بيعملها عن حب ..أكيد بيحبوا مديرهم أبو البنين ..وأكيد كمان بيحبوني ..وإلا مكنش حد عبرني ولا بص في خلقتي ..وخاصة الدكتوره ناديه إللي بتربطني بيها علاقه طيبه من ثلاث سنين..
وبالليل جالي حبايبي زياد وعاصم ..وهاتك يا أحضان وبوس وكلام مش عارفه العيال دول جابوه منين..طالعين لأبوهم..
وحشتينا ياماما ..البيت وحش من غيرك يا ماما..إنت كويسه ..طمنينا عليك..إحنا مكلناش أكلنا علشان مكنش عندنا نفس ناكل وإنت مش موجوده ..
طيب قولولي أعمل إيه بعد الكلام ده ..طبعاً كالعاده..دموع... دموع..معنديش غيرها..
أما بقى أبو البنين ..فحقيقي مش عارفه أعمل معاه إيه ...كل المستشفى ..فتنوا عليه وقالولي على حالة التوتر الفظيع إللي كان فيها وأنا في غرفة العمليات..ولو إني متأكده من الموضوع ده ومش محتاجه حد يفتن عليه ...وغير تعبه مع الأولاد في عمايل السندويتشات إللي الأولاد حبوها جداً لدرجة إنهم مش عايزين ياكلوا غير سندويتشات باباهم ..راحه برضوا...وكباية الشاي الأخضر أبو نعناع تجنن من إيدين أبو البنين ...ربنا يخلي البنين وأبو البنين ...
وحقيقي عرفت قيمة دعوة أمي ..ربنا يسترك يا بنتي ويوقف لك ولاد الحلال.
تحديث:
علشان الدنيا فعلاً مش كلها بمبي على رأي مجداويه ومش نافع الأمور تكون في الغربه جميله وزي الفل كده على طول ..وبصراحه ولا حتى في بلدنا ..وبعد الحب إللي شفته في المستشفى طلع على عيني أجوازاً وأفرادا لما روحت البيت..طبعاً مقولتش لحد إني هعمل عمليه لأني مش بحب أشيل حد همي ..وعلشان في مواقف كتير لقيت إن محدش هنا بيعبر حد فآثرت السلامه ..ومحدش عرف غير جاره مصريه ..لاني تركت رامز عندها وده لأن إبنها من سنه وهو بيلعب معاه باستمرار..والجاره تطوعت وأخبرت الجيران إني عملت عمليه ..ولكن موقفهم كان غريب جداً ..إتلككوا إني ما قلتش ليه إني هعمل عمليه ..وكأني كان مطلوب مني إني ألف على سكان العماره نفر نفر وأقول في إذاعة ال C.N.N إني عهمل عمليه ..ده غير شوية تلاكيك تانيه على الماشي....المهم إن محدش سأل...واضح كده إن دعوة أمي إن ربنا يوقفلي ولاد الحلال مشملتش العماره..
الغريب في الموضوع إنهم ما كانش ليهم سيره في لقاءاتهم غير وقفتي جنبهم ..مع إللي بتولد.. ومع إللي عيانه ..ومع إللي بتعزل ..حتى لما حماتي كانت عندي حاكولها عن مواقفي معاهم ...مش بقول ده والله من باب الرياء ..ربنا يبعدنا عنه ..لكن بوضح تعاملاتي معاهم.
في الحقيقه أنا مش مستغربه ده لأني متوقعاه ..فأنا من ساعة ما جيت الغربه وأنا بتعرض لمواقف من دي كتير ..ويمكن المواقف دي علمتني أتعامل مع الناس إزاي ..ولكن إللي فيه طبع مش بيتغير... بيكون عندي أمل إن الناس تطلع كويسه ويخيبوا ظني ...والمشكله إني مش بعرف أعامل الناس بنفس معاملتهم معايا ...لأني بشوف إن الإنسان كده هينسى هويته وهيتحول لمجموعه من التصرفات المبنيه على تصرفات الآخرين معاه ..يعني هيكون مش نفسه ..
على العموم ربنا يسامحنا كلنا ويهدينا.
ويستجيب دعوات أمي وحماتي وكل الناس الجميله إللي سألوا عني في المدونه وده هو إللي باقي ..الحب في الله ..اللهم أدم نعمته علينا.