الأربعاء، 14 مايو 2008

خلاص هموت (3)

كنت ناويه أكملكم المشهد..واللحظات الرهيبه غللي مرت عليَ في مركز الأورام......آه مركز الأورام ...
مش عارفه ليه تصورت إني رايحه أعمل أشعه عاديه زيكل الأشعات إللي عملتهم في الفتره الأخيره....
ولكني فوجئت بأني داخله مركز الأورام......
وفي الحقيقه زوجي طلب إنه هو إللي يوصف لكم هذه اللحظات ...هسيبكم معاه وأرجع لكم مره تانيه ...هتوحشوني والله
لن انسي ما حييت هذه الدقائق و السويعات التي مررت بها و مرت علي منذ أن أوقفت سيارتي أمام مركز فحص الأشعة النووي . " مركز فحص الأورام " تلك هي الأحرف التي اخترقت عيناي و دمرت لحظيا جزءا من اتزاني الذي سرعان ما قاومت عدة قوى غير مرئية لاستعادته .
في تلكم اللحظات تتساوي معاني الأشياء فيصبح المعني و ضده ذا مذاق واحد .. لا فرق بينهما .. فالغني مثل الفقير و الكبير مثل الصغير و القوي مثل الضعيف .. و الكل ينتظر مصيره الذي سيحدده هذا الجهاز المتجرد من أية مشاعر أو أحاسيس .. سيقول الحقيقة كيفما كانت و اينما كانت و عليك أن تتقبلها حلوة كانت أم مرة .
ياااااااااا الللللللللله .. لطالما مررت علي مثل هذه الأقسام طيلة عشرون عاما من عملي في المجال الطبي حتي وصلت الي منصب مدير مستشفي و لم أحاول يوما أن اتفحص او اتطلع لعيون الجالسين أو أقرأ ما يدور في خلدهم في تلكم اللحظات ..

و هكذا تدور خشبة المسرح و يتغير الديكور و تتبادل الناس ادوارها في تلك المسرحية الدنيوية الهزلية .

احمد الله انه لم يدم انتظارنا طويلا حيث انني من أهل الواسطة بحكم عملي و موقعي فدخلنا سريعا الي غرفة الفحص ..

بل هي غرفة محاكمة للنفس ..هادئة .. صريحة .. صامته بلا قضاة و لا دفاع ..

كانت زوجتي رابطة الجأش .. أو هكذا بدت لي .. او هكذا اردت أن تبدو لي ..

اتفادي النظر الي عينها حتي لا يفتضح أمري .. فهي تستطيع أن تقرئني قبل أن أفكر فيما سوف أقوله ..
و لكنني لم استطع الا انظر اليها قبل أن اساعدها في الاستلقاء علي سرير هذا الجهاز و نظرت اليها و هي ممددة و محتسبة أمرها الي الله .. نعم.. انا لا اري منها في زيها الاسلامي و نقابها سوي عينيها .. و لكن لمن مثلي .. فعينيها تكفي و زيادة .. و في لحظات... عادت بي السنون ثلاثة عشر عاما حين واجهتها مباشرة لأول مرة و نظرت الي نفس العينين حين حضرت برفقة والدتها الي مستشفاي بالقاهرة و هي تعاني من آلام الزائدة الدودية .. و لكن الفارق كبير جدا و شاسع بين ما نطقت به عيناها تلك المرة و بين ما عجزت عن أن تنبس به هذه المرة .. سبحان الله ..
تراجعت خطوات الي الوراء دون أن التفت ورائي .. كانت ثقيلة و كأنني أدفع بظهري عبأ ثقيلا لا اريد أن استدير لأراه .. و بدأ الفحص

الي اللقاء المرة القادمة .

12 من أمدوا قلمي مداده:

الميكروباص يقول...

انا عاتب عليك يا دكتور انك تتركنا في كل هذا القلق على أم البنين
تعرف
انا يوميا بدخل كذا مره عشان اشوف لو فيه جديد ولا لأ وأعرف باقي القصه
وبقول في عقلي يمكن باليل المدام تكون كتبت حاجه وحصل فيها تطور في الموقف
لكن لن اضغط عليك
وسأمر كذا مره في اليوم
عسى أن أرى خبر خير - وإن كان كله خير- ولكن اريد سماع خبر حلو عن صحة المدام

انا منتظرك

Zianour يقول...

اهلا ايما .. على فكرة الجزء ده جمييييل جدا وفيه نضج واثارة وحنان غير عاديين.. واعجبني توصيفك للاشياء زي المقارنة بين نظرتين بينهما فاصل زمني كبير ووصفك للجهاز خالي المشاعر ... الجزء ده مكتوب على نار هادئة.. بالتوفيق يا ايما

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

كدة برضه تشوييييييييييييق وتعب نفسي حتى حضرتك يا دكتور
متتاخروش علينا بقى
ربنا يكرمك يارب الدكتور كلامه بيخليني اشعر اني واقفة معاكم
تحياتي لاقلامكم وبارك الله فيكم وربنا يطمنا عليكم
تحياتي

Neveen Ali يقول...

مش ممكن يكون فيه اتنين بنفس الموهبة و كمان نفس الاسم
حضرتك دكتورة حنان لاشين ( ام البنين )و لا دى صدفة؟؟؟؟

الزواج.....روضة الحب يقول...

السلام عليكم ،متشكرةعلي زيارتك ،بس إنتي والله قلقتيني أوي عليكي ،عارفة أكتر هاجس بيراودني هوة المرض دة لأن أمي الله يرحمها توفت به ،وانا كتيربخاف بس الحمد لله عندي حسن ظن بالله،ياريت تطمنينا عليكى0

ta2ta2 يقول...

عارفة يا ايما أحلي حاجة إن الواحد مش عارف هو فعلا الدكتور الي بيتكلم والى إنتى زي بالظبط ما إنتي مدوخنا ومش عارفين ده حقيقي ولا قصة مشوقة جدا المهم بقا في كل ده إن الواحد مستمتع أوي وبيستنا يشوف الحكاية رايحة علي فين

لو كمان لو كان فعلا زوجك كمان بيكتب إنتوا تبيقوا عائلة فنية جدا بس بصراحة ومن غير زعل هو أسلوبه فيه نضج وبيرسم الصورة بالكلمات حلو أوي ده لو كان ايه .. لو كان هو

mostafa rayan يقول...

حمدلله علي سلامتك يا دكتورة

الميكروباص يقول...

في انتظار الجزء الرابع ...

حرة المداد يقول...

سلام الله عليك أختي :ليست اول مرة ادخل ولكن منذ قرأت تعليقك عندى وانا اكرر الزيارة وان لم استطع الكتابة في انتظار نهاية لهذه القصة الاليمة...اما وقد تأخرت النهاية كل هذا الوقت فلا مفر من الكتابة داعية الله عز وجل ان يديمك بصحة وعافية وان يكون الامر مجرد قصة مشوقة او على اقصى تقدير تجربة ومرت بسلام. تحياتي على الاسلوب الجميل بالذات آخر جزء وبخاصة تعبير غرفة محاكمة النفس. وبودى ان اعرف هل حقا انت الكاتبة ام زوجك، على كل حال انت بارعة في التشويق.كل التحية

دعاء مواجهات يقول...

شفاااكى الله وعفاااااكى وكل نساء المسلمين

ونحمد الله على سلااامتك

أنتظرك بمدونتى

الميكروباص يقول...

اين الجزء الرابع ؟؟؟؟؟؟

د. إيمان مكاوي يقول...

منة الله:
شكرا على الزياره ..وأنا مش الدكتوره حنان لاشين ...ويا ريت تقوليلي على إسم مدونتها علشان أتعرف عليها ...مع شكري

Tarek:
أيوه هو زوجي كاتب البوست ده ومفيش زعل ..ده أنا فرحانه جدابتعليقاتكم وإن شاء الله تستمتعوا باسلوبه في مدونته ( الحافي ) إللي هيتم إفتتاحها قريبا..