السبت، 2 أغسطس 2008

أم محمد ..والعبَــاره

تحديث :
معاً نتعرف على فضائل ذكر الله عزَ وجلَ..
أدخل إلى رقائق في دقائق ..وتعرف معنا ..
معاً نعبد الله كما يحب ربنا ويرضى ..
..............................................................................
إستيقظت أمل من نومها على صوت بائع الجرائد الذي يوزع الجرائد كل يوم ويظل ينادي لمن يريد أن يعكر صفو يومه بمعرفة الأخبار..أخبار ..أهرام ..جمهورية..
للحظات أحست بالضيق من صوته المزعج وطريقته التي تجعلك تقررعدم شراء الجرائد للأبد..
و تذكرت أم محمد ..تلك المرأة العجوز التي ظلت لسنوات طويلة منذ سكنت هي في هذا الحي تنادي كل يوم ..أخبار ..أهرام ..جمهورية ..
ولكن بصوت مختلف عن هذا الشاب ..بصوت أنهكته الحياة بهمومها ومتاعبها ..ولكنه يجعلك تحبه ويشدك لأن تصحو من نومك لتشتري منها الجرائد ولتكون أول وجه تلتقيه وتبدأ به يومك...فوجهها بالرغم من علامات الزمن التي تركت آثارها عليه إلا أنه محتفظ بوداعة المرأة الريفية المصرية....
كانت تسمع من جيرانها أن زوجها أستشهد في حرب 67 ..وكانت وقتها شابة ..لاتملك من حطام الدنيا سوى شقة صغيرة في حي شعبي تعيش فيها وولد وإبنة تيتما على أيدي غادرة ..لا تعرف الرحمة ..
وظلت تلك المرأة توزع الجرائد لسنوات طويلة لتربي أبنائها حتى إختفت منذ عامين ..ولم تعد تعرف عنها شيئاً..
دار كل ذلك بخاطرها لدقائق ..ثم نفضت عنها الكسل وأسرعت لتحضير الإفطار لزوجها وأبنائها فقد كان اليوم هو يوم ذهابها معهم للنادي لأداء تمرينات الجودو التي ألحقتهم بها ..
وفي نشاط لبس الأولاد ملابسهم ..وتسابقوا نحو الباب ..عرض عليها زوجها أن يوصلهم للنادي في طريقه للعمل... ولكنها اليوم وعلى غير عادتها شكرته فلقد شعرت أنها تريد أن تسير مع الأولاد قليلاً..لتتنسم عبير الحرية بعيدا عن قيود ركوب السيارة والوقوف في إشارات المرور..
سارت وبجانبها أبنائها حتى وصلت إلى نهاية الشارع الذي تسكن فيه ..
وفجأة تسمرت نظراتها نحو إمرأة جالسة أمام كومة من الجرائد و المجلات عند ناصية الشارع ..
إنها تعرف هذا الوجه ..إنها أم محمد ..
فرحت للحظات فلقد كانت تحب تلك العجوز ..وتحب أن تبدأ يومها بشراء الجرائد منها ..
ولكن ماذا حدث لتلك العجوز ..وأين إختفت ولماذا رجعت مرة أخرى ....
كانت تجلس وبجانبها شابة في الثلاثينيات من عمرها تلتفح بالسواد ..
أسرعت الخطى لكي تسلم على أم محمد ..ولكنها عندما إقتربت منها ..وجدت وجهاً آخر غير الوجه الذي تعرفه ..
وجهاً كله أسى وحزن ..فبالرغم من كل ما تعرضت له تلك المرأة طوال حياتها من مصاعب إلا أنها كانت تحتفظ بوجهها الصبوح الراضي بكل حال ..وبما قسمه الله لها ..ولم يكن على وجهها أبداً تلك النظرة الحزينة والمشوبة بالأسى والإنكسار ..
أم محمد ..إزيك يا ست يا طيبه ..
أهلاً يا ست هانم إزيك ..وإزاي الأستاذ والأولاد ..
الحمد لله بخير ..إنت كنت فين سنتين منعرفش عنك حاجه كده ..
الحمد لله يابنتي على كل حال ...
وإزاي إبنك وبنتك ..عاملين إيه ..أنا عارفه إنك جده من زمان ..إزاي أحفادك ..
لم تستطع أم محمد أن تحبس دموعها وأجهشت بالبكاء ..بكاءً حاراً ..بكاء أم ملتاعة ..وأخذت الشابة التي بجانبها تهدأ من روعها وما إن لبست هي الأخرى حتى أجهشت بالبكاء ..
إيه إللي حصل يا أم محمد ..ليه كده ..خير ..
محمد يا ست هانم غرق في العباره إللي غرقت من مده ..
يا خبر زي بعضه ..هو كان راكب فيها ..
آه يابنتي ..بعد ما ضاق الحال بيه هنا ومفيش شغل والرزق ضيق زي ما حضرتك عارفه ..
وهو عنده تلات عيال ..قال أسافر لأي بلد أشوف رزقي ..
وسافر السعوديه يابنتي وكان فرحان قوي علشان رايح عند الرسول عليه الصلاة والسلام ...
ووعدني إنه هيخليني أعمل عمره ..
وأول ما عمل قرشين كان جاي علشان يشوفني ويشوف مراته والعيال..ملحقش يابنتي ..غرق في الطريق ..
لا إله إلا الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..شدي حيلك يا أم محمد ..ربنا يعوض عليك ..
يعوض علي إزاي يا ست هانم ..وإللي موته أخد براءه ..
وهنا تجهش أم محمد بالبكاء مرة أخرى ولكن بحرقة شديدة ..وتدعو على من كان سبباً في موت إبنها الوحيد ..والذي كان سندها في الدنيا ..
معلش يا أم محمد...إحتسبيه عند الله ..
إحتسبته يا بنتي من ساعة الحادثه عند الله ..لكن حكم البراءه إللي برأ الكل ده ولع النار في قلبي من تاني ..آل مش عارفين سبب الوفاه آل ..شفت يا بنتي الكارثه ..ده كلام ناس عاقلين ...
يا أم محمد ممكن الناس تفلت من عقاب الدنيا لكن عقاب الآخرة محدش بيفلت منه ..
لينا رب إسمه الكريم يابنتي ..
بس إنت إيه إللي رجعك وكنت فين ..
أنا أصلي بعد إللي حصل أخدتني بنتي علشان أعيش عنده في بلدنا ..لكني بصراحه مقدرتش أبعد عن المكان إللي عشت فيه عمري كله وعن ولاد إبني الله يرحمه ما بقاش ليهم حد غيري ..
وأشارت إلى الشابة الجالسة بجانبها ..
ما هي دي مرات إبني ..قلت أنا وهي نقعد هنا في وسط حبايبنا ورزقنا على الله ..
ربنا يكرمكم ..
أخذت امل عدة جرائد وبعض المجلات ..وأخرجت من حقيبتها مبلغاً يزيد على ثمن تلك الجرائد والمجلات بكثير ..وأعطته لأم محمد ..
نظرت أم محمد في المال ..وقبل أن تنطق ..قالت أمل ..ده علشان أولاد محمد ..
وسارت في طريقها وهي تسمع دعاء أم محمد لها ..ولزوجها ولأولادها ..أن يحفظهم الله من كل سوء ..نعم هذا ما تريده أمل أن تسمع هذه الدعوة ..
تنبهت على صوت إبنها وهو يقول : ماما ماما ..إحنا إتأخرنا على تدريبات الجودو ..المدرب هيزعق لنا ..
خلاص يا حبيبي إنتم مش ها تروحوا التمرين ده ..
ليه يا ماما..إحنا لسه بدأنا علشان منروحش ..
هتشتركوا في حاجه تانيه ..
في إيه ..هو في حاجه تانيه أهم من إننا نعرف ندافع عن نفسنا ..
آه في ..هتشتركوا في السباحه ..لازم تكونوا بتعوموا كويس ..وكويس جداً كمان ..محدش عارف بكره في إيه ..
ربنا يحفظكم يا ولادي ...


15 من أمدوا قلمي مداده:

وجهة نظري يقول...

ربنا يحفظ ولادك.

دي قصه من ألف قصه .... يا تري بقيت القصص عامله إزاي؟

يا سيدتي هو الموضوع موضوع عباره بس؟ ما الإهمال والفساد كل يوم بيقتل 10 والا 20 .... لسه حادثة اللوري والقطر بتاعت الـ 40 واحد، وإمبارح 14 واحد ....إلخ كل دول ليهم قصص، وكل دول ضحايا الفساد بصوره أو باخري ... بس في الأخر هم ضحايا تلاميذ الفُجر.

تحياتي.

عصفور المدينة يقول...

بارك الله فيك وفي أولادك
والحقيقة الإنسان إذا أراد أن يتعلم مهارات النجاة من مؤامرات وإهمال هؤلاء الخونة فعليه أيضا أن يتعلم الطيران بالمظلات والتسلق في الحفر ووو وكافة مارات السيرك والله المستعان اللهم اكفناهم بما شئت

أما الثكلى واليتامى فلم يكن ينقصهم إلا جراحا على جراحهم ببراءة الظالم

فاتيما يقول...

إيما
أنا بعيط دلوقتى
و قلبى بيتهرى من الألم
حطيت نفسى مكان ام محمد
و تصورت يوسف مكان محمد الله يرحمه
نفس الشعور دا جالى
لما شفت جزء متصور من محرقة بنى سويف و بكيت لأنى تخيلت لثوانى إن اخويا الصغير قاعد جوا و محدش عارف يطلعه
و النار عمالة بتاكله
إيه دا
هيا الرحمة إتنزعت من القلوب كدا إزاى ؟؟
الناس دى بتنام الليل إزاى ؟؟
و إحنا ؟؟
المفروض نعمل إيه
عشان نتجنب المصير الدامى دا ؟؟
ربنا يصبر كل من فقد حبيباً فى هذه المأساة
ربنا اكبر من الكل
و حسبى الله و نعم الوكيل فيهم

Mony يقول...

ربنا يصبر كل مبتلي يا رب

و نحسب امثال محمد (من ضحايا الاهمال)من الشهداء ان شاء الله


و ربنا يتولانا برحمته


(و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)

Mahmoud البطراوى يقول...

مش لاقى ولا كلمه

يااااااارب ارحمنا

سميرة يقول...

ايما
انافعلا اتأثرت اول بالقصة الجميلة الحزينة دي ....
بس ها نقول ايه غير حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم..
الظاهر ان المصريين اخدوا على موضوع الحوادث الفظيعة من اول قطار الصعيد لحد العبارة وغيره ، المواطن في البلد دي ما لوش كرامة بجد....
بس القصة جميلة اوي وربنا يطول في عمرك وتشوفي اولادك احسن ناس
تحياتي

Zianour يقول...

حتى الدموع يا ايما مش راضية تنزل من كتر القهر والالم

ربنا يتولى الغلابة من اهلك يا مصر هو اكبر واقدر

تعرفي ان حرب لبنان الاخيرة وقع فيها تقريبا نفس عدد اللي ماتوا ف العبارة احنا الظاهر بنحارب عدو اعتى من اسرائيل!!!

ربنا يحفظ الجميع
تحياتي

حبارير يقول...

مهما يكون ..بكرة لينا
أهلي ..إخواني..لن نيأس
اليوم لهم .....ولنا غده
نطوي الأيام.... وننشرها
ونقيم الدهر....ونقعده
وسننعم بالنصر قريبا
والعهد الماضي.. نجدده
......
عسى أن يكون قريبا

GiGi world يقول...

هزتنى قوي ربنا يحفظكم ياولادى
يارب يحفظهوملك يااااااااارب ويبقوا احسن ناس عند الله سبحانه وتعالى
وربنا على الظلمه مالكى العباره ربنا يورينا فيهم يوم يكون عبره وشفاء لصدورنا ياااارب

bedo يقول...

سلام عليكم

دي مأسأة من الاف الامآسى في بلدنا
سعدت بزيارة مدونتك وبارك الله لكي في اولاددك وعجبني اوي انك هدفك تربي اولادك يبقوا رجاله لو في شوية ستات بيفكروا زيك كده كان حالنا اتغير

بيدو

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم
حبيبتي هناك ما يدمي القلوب اكثر واكثر وهذه القصة ما هي الا قصة من الف واربعة وثلاثين قصة
ربنا يبارك لامل في اولادها ويحفظهم من كل سوء ويؤجرنا في مصيبتنا
ويعوض على اسر الضحايا خير
والله موجود منتقم جبار
تحياتي

ahmed_k يقول...

ههههه
بس الجودو برضو دفاع عن النفس
ضد سمك القرش هههههههههه

الله يرحم محمد ومن كان معه على تلك العباره المأساه
ويكفيهم أنهم شهداء عند ربهم يرزقون

قصه جميله يا إيما
وفي إنتظار المزيد

أخوكي احمد

حاول تفتكرنى يقول...

أحيانا نجد أنفسنا نبحث عن تبريرات لأحداث كثيرة تجعلنا نتقبل واقعنا - مهما كان - لنستمر


يوميات تنبض بصدق

أحييك بشدة

أبو خالد يقول...

أبنتي الغالية / أم البنين
لا أجاملك إذ قلت أنك قصاصة من الطراز الأول..لأن قصة أم محمد أبكتني
أبنتي لا تنفع سباحة في عمق البحر سيظل يسبح و يسبح إلا ما لا نهاية بل ستهاجمه
الأسماك الكبيرة المتوحشة..
،نعم علمي الأبناء السباحة و الرماية و ركوب الخيل و الدفاع عن النفس ليكونوا القوة الداعمة لدين الله..
أما عن العبارة و حكم القضاء فحسبنا الله و نعم الوكيل ..
أم البنين /بارك الله في عمرك و كل عام
و أنتي و زوجك و أولادك بخير
اللهم بلغنا رمضان و ارزقنا حفظ كتابك و قيام ليله و صيام نهاره
دمتي أبنة غالية

عالم حبيب يقول...

الأخت الفاضلة أم البنين

لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها
ومن اكتوى بالنار يعرف قدر ألمها .. ومن عاين حر الصيف وبرد الشتاء يعرف فضل الربيع

لا يستشعر أحد الألم كمن عاش فيه .. ولا يعرف قدر الألم الذي يعتصر قلب أم محمد واخوانها واخواتها من أهالي الضحايا إلا الله سبحانه .. فيارب اجعل حر المصيبة عليهم بردا وسلاما كما جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم

وربي سينتقم من الظالمين ولن تضيع الدماء هدر إن شاء الله واسأله سبحانه أن يتقبل الموتى عنده في الشهداء

أختى الفاضلة بارك الله لكي في أهلك وعيالك وحفظكم والمسلمين بحفظه

أخوكم : حبيب